الثلاثاء، 3 مارس 2009

نداء حسان حطاب مؤسس و أمير سابق للجماعة السلفية للدعوة و القتال


الجزائر، يوم الجمعة 17 صفر 1430 هــ الموافق 13 فيفري 2009

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحيه أجمعين.

انطلاقا من قوله- عليه الصلاة والسلام-: "الدين النصيحة"، وإني من منطلق النصح لكم والشفقة عليكم أيها الإخوة، أتوجه إليكم بهدا النداء الأخوي وأدعوكم أن تكفوا وتتوقفوا عما أنتم فيه، وأنصحكم بوضع سلاحكم والإلتحاق والنزول إلى أسركم، فالمجتمع مستعد لإحتضانكم وتضميد الجراح، فهو الذي انتخب على ميثاق السلم والمصالحة عن بكرة أبيه، فإن في هذا يكون خيرا لكم في الدنيا والآخرة.

فبادروا أيها الإخوة بالكف والنزول من هذا المنكر العظيم، والرجوع إلى الحق وجادة الصواب ولقطع دابر الفتنة والشر، واعلموا أن هذا الذي تقومون به من سفك لدماء المسلمين لا يخدم إلا أعداء الإسلام والمسلمين، ولا هو من جهاد في شيء، ولا يمت إلى الإسلام بصلة، بل أعداء الإسلام يستغلون مثل هذه الاعمال لإضعاف المسلمين وتفريق صفوفهم والتدخل في شؤونهم.

فأنصحكم بالإبتعاد عن هذه الأعمال المشينة التي تحصد الأبرياء والمستأمنين، والتي تفرق وحدتنا وكلمتنا وتقر أعين أعدائنا.

فأنصحكم فيما يقربكم إلى الله عزّ وجل والعودة إلى الحق والإذعان إليه، وأذكركم بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم – حيث قال : "ومن خرج من أمتي على أمتي يضرب برها و فاجرها ولا يتحاشى من مؤمنها ولا يفي بذي عهد فليس مني" وفي رواية " ولست منه" – رواه مسلم-

بالله عليكم أيها الإخوة، ماذا يستفيد من دخل في وعيد هدا الحديث وشملته براءة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- منه ومن أفعاله.

حذار أيها الإخوة من دماء المسلمين وحرماتهم. يجب أن تعلموا أن دم المسلم غال وحرمته عظيمة، وإستباحة دماء المسلمين خطر عظيم.

قال الله تعالى في سورة الفتح: " ولولا رجال مؤمنين ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطؤوهم فتصيبكم منهم معرة بغير علم". فهذه الآية نزلت تحرزا لدماء عدد قليل من المسلمين المستضعفين الدين يكتمون إيمانهم بين ظهراني المشركين في مكة، فكيف بمن يقتل المسلمين عموما ولا يفرق بين الكبير والصغير والمرأة والرجل. فأي شرع أو عقل يبيح هذه الأفعال، وهل حقا هي من الجهاد الذي يرضي ربنا ؟

كما أخبر الصادق المصدوق – عليه الصلاة والسلام-: " إن زوال الدنيا ومن عليها أهون على الله تبارك وتعالى من سفك دم امريء مسلم" فإلى متى أيها الإخوة في هذا الإعوجاج المظلم و إلى متى التمادي في تمزيق الأمة وتفريق صفوفها وإضعاف وحدتها.

فالواجب عليكم أيها الإخوة الإنصياع إلى علماء هذه الأمة والرجوع إليهم فهم الذين قال الله فيهم : " فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"

وسؤال أهل العلم عما أشكل من مسائل، فإن هذا هو طريق الهدى والرشاد وهو طريق الإخلاص والسالكين في إبتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى وهو طريق الوسط الذي لا إفراط فيه ولا تفريط، لا غلو فيه ولا تقصير، كما قال الله تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون.

فأقول لكم أيها الإخوة وإلى كل من يبحث منكم عن الحق ويريد الرجوع إليه يجب عليه أن يتوقف ويضع سلاحه حقنا لدماء المسلمين وأن المسلم الحق هو الذي يتوقف عند حدود الله تبارك وتعالى.

فينبغي على المسلم أن يسلك دائما المسالك الشرعية لا ما تزينه له العقول والأهواء، فعلى من أراد النجاة لنفسه والسلامة من الفتن أن يرضى لنفسيهما أرشد إليه النبي- عليه الصلاة والسلام- الأمة وليحذر من تزيين الشيطان لأعماله وأفعاله، حيث قال- عليه الصلاة والسلام- : "ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم فيها خير من الماشي والماشي فيها خير من الساعي" أو كما قال –عليه الصلاة والسلام-.

فمن سار أيها الإخوة على هذا الطريق ومن تمسك بهذا الهدي النبوي القويم نجا و سعد، ومن حاد عنه خسر وضل، واعلموا أنه لا أحد من علماء هذه الأمة يوافقكم على ما أنتم فيه، بل و لا عاقل يقر عملكم هذا.

فهذه النصائح أردت أن أقدمها لكم لقوله- عليه الصلاة والسلام- : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" لهذا أدعوكم إلى ما أرتضيه لنفسي وهو الرجوع إلى منهج الله القويم، ومنهج رسوله- عليه الصلاة والسلام- البعيد عن الأفراط والتفريط.

فأدعوكم بأن لا تفوتوا هذه الفرصة في النزول والإلتحاق بأسركم والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والمسلم ضالته الحق أنى وجده اتبعه، والحق واحد لا يتعدد، والحق أحق أن يتبع أيها الإخوة.


أبو حمزة حسان حطاب، أمير الجماعة السلفية للدعوة والقتال سابقا.